تقارير اخبارية

تقرير درة | قراءة في الحرب الروسية على أوكرانيا.. السياسات بعد الغزو العسكري تختلف عن سابقتها وتسلك نهجا جديد

درة - قسم التحرير:  

تتسارع الأحداث على الساحة الأوكرانية من خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة التي بدأت في ٢٤ فبراير الماضي ودخلت أسبوعها الرابع، الأمر الذي دفع جميع الأطراف إلى التمسك بالمفاوضات لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن.

ففي الخفاء والعلن يتواصل الجميع، وتعقد الاجتماعات والمحادثات وتبرم الصفقات، وطرق تحديد المصالح بالنسبة للجميع قبل الغزو الروسي لأوكرانيا اختلفت بعد أن صارت التوقعات حقيقة في ميادين القتال.

النظام العالمي أحادي القطب:

يعتمد نوع النظام اعتمادًا كاملًا على مبدأ توزيع كلٍ من القوة ونفوذ الدول في منطقة ما أو على مستوى العالم ككل.

وتمثل الأحادية القطبية في السياسة الدولية توزيع القوة بحيث تُمارس دولة واحدة أغلب النفوذ الثقافي، الاقتصادي، والعسكري.

ويسود اعتقاد بين المُنظّرين في العلاقات الدولية بأن النظام الدولي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة كان أحادي القطب، حيث أن ما أنفقته الولايات المتحدة على دفاعاتها يقترب من نصف النفقات العسكرية العالمية.

كما جعلها متفوّقة في قوّتها البحرية (بحريّة المياه الزرقاء) على كل القوى الأخرى مجتمعة؛ في فرصة لها لتوجيه ضربة نووية قوية لأول مرة فوق خصمها السابق، روسيا.

وتُمثل روسيا ميزانية البحث والتطوير في مجال الدفاع نحو 80 بالمئة من إجمالي النفقات الدفاعية لأكثر منافسيها في المستقبل وضوحًا، الصين؛ ذات القدرات العالمية منقطعة النظير في فرض القوة.

توجهات الولايات المتحدة بعد التطورات الأخيرة:

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة العالم إلى نموذج أحادي القطب، بينما توقفت القارة العجوز تقريبا عن الدفاع تجاه استقلالها أمام واشنطن.

ويستبعد الخبراء أن تُحقّق المساعدات الغربية العسكرية لأوكرانيا تغييراً جذرياً في نتائج الحرب الدائرة، خاصةً في ظل حصار أوكرانيا من مختلف الجهات، واستمرار الهجوم الروسي برا وجوا وبحرا.

كما أن الجيش الروسي سبق وسيطر خلال الأيام الماضية على عدد من الصواريخ المضادة للدبابات، والتي ارسلها الغرب الى اوكرانيا، ما يعني أنه من الوارد جداً أن تزيد فرصة حصول روسيا على الكثير من المساعدات العسكرية التي تصل إلى أوكرانيا، مما يزيد من قدرتها العسكرية.

وبعد التطورات الميدانية الأخيرة في ساحات القتال وخارجها، بدأت الولايات المتحدة تقلق على هيبتها أمام العالم، وخاصة بعد أن أثرت الحرب على الاقتصاد العالمي والأمن الغذائي.

وبجانب ما سبق، فقد أثرت الحرب الروسية على أوكرانيا بالسلب على أمريكا في ملف حقوق الإنسان والعنصرية في المعاملات بين الشعوب، فقد ظهرت أمام العالم أن هذه ما هي إلا شعارات تصنعها لحماية مصالحها الخاصة.

وعلى الرغم من أن أمريكا استطاعت في الفترة الأخيرة عقد عدة صفقات عسكرية مع نظرائها الأوروبيين، إلا أنها قلقة بشأن تحرك الصين ودعمها لروسيا من جميع النواحي.

وعلى ضوء ما سبق، فعلى أمريكا أن تلبي مطالب روسيا في محادثات السلام بين أوكرانيا، للحد من التوغل الروسي الذي يعقبه هيمنة صينية، وخاصة في قطاع النفط والطاقة، بالإضافة إلى ارتفاع تعاملات اليوان الصيني أمام الدولار في الفترة الأخيرة.

النظرة الروسية والصينية للنظام العالمي بعد التطورات الأخيرة:

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق، قائلا: إن تطورات الأحداث الأخيرة حول أوكرانيا تحظى بأهمية قصوى لكونها معركة من أجل مستقبل النظام العالمي.

في الأثناء، تنتقد بكين العقوبات المفروضة على روسيا من جانب الغرب الأمريكي والأوروبي، مؤكدة انها ستزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي في العالم.

كما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الامريكي جو بايدن أن نشوب نزاع ليس في مصلحة أحد، مشيرا إلى ضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أقرب وقت لتفادي المزيد من الخسائر والأضرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى