تقارير اخبارية

تقرير درة | قراءة في الحرب الروسية على أوكرانيا.. نظرة الغرب نحو استراتيجية بوتين الجديدة

درة - قسم التحرير:  

أثرت الحرب الروسية الأوكرانية بالسلب على المجتمع الدولي من جميع النواحي، بعد أن طال أمد العملية العسكرية دون جدوى من المفاوضات.

ويرى الخبراء أن روسيا ربما تكون قد تورطت في غزو أوكرانيا، بعد تواصل القتال في جميع الاتجاهات لقرابة شهر، ومع ذلك لم تستطع القوات الروسية فرض سيطرتها على أوكرانيا بالكامل وتحقيق مطالبها.

وعلى ضوء ما سبق، فيتوقع الخبراء أن بوتين سوف يغير طريقته في سير العلميات العسكرية، حتى يتمكن من فرض سيطرته للحصول على مطالبه من خلال المفاوضات.

سير العلميات العسكرية في المحيط الأوكراني:

رفضت أوكرانيا دعوات روسية لتسليم مدينة ماريوبول الساحلية، التي يعاني سكانها المحاصرون من قلة الطعام والمياه والكهرباء في ظل عدم ظهور أي علامات على تراجع القتال العنيف.

وكانت القوات الروسية قد شنت هجوما عسكريا على القوات الأوكرانية من أجل السيطرة على المدينة، في حين ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داعميه بمد يد المساعدة في صد الهجوم.

ودعت روسيا القوات الأوكرانية لإلقاء السلاح في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، حيث تقول موسكو إنها تشهد “كارثة إنسانية مروعة”.

من جانبها، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن فتح 8 ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من البلدات والمدن المحاصرة، الاثنين، لكن ليس من بينها مدينة ماريوبول.

وأضافت أن الجهود التي تبذل من أجل توصيل الإمدادات الإنسانية إلى ماريوبول لم تؤت ثمارها حتى الآن.

وتكبدت القوات الروسية خسائر جسيمة منذ بدء الاجتياح، وتعطلت طوابير طويلة من القوات التي كانت تتدفق صوب العاصمة كييف في الضواحي.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن القوات الجوية قصفت منشأة للجيش الأوكراني في منطقة ريفني بصواريخ كروز.

وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف أن “صواريخ كروز عالية الدقة أطلقت جوا أصابت مركز تدريب للمرتزقة الأجانب والتشكيلات القومية الأوكرانية”.

وفي السياق، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية التي تتقدم من شبه جزيرة القرم ما زالت تحاول تطويق ميكولايف مع سعيها الاتجاه غربا نحو أوديسا، مضيفة أن هذه القوات لم تحرز تقدما يُذكر خلال الأسبوع الماضي.

وقالت الوزارة على تويتر: “من المرجح أن يؤدي الحصار المفروض على الساحل الأوكراني إلى تفاقم الوضع الإنساني في أوكرانيا ومنع وصول الإمدادات الحيوية إلى السكان الأوكرانيين”.

وصرح الجيش الأوكراني، الأحد، إن خسائر موسكو شملت 14700 جندي و476 دبابة، فيما أقرت روسيا في الثاني من مارس بمقتل ما يقرب من 500 من جنودها.

سيناريو بوتين الجديد من وجهة نظر الغرب:

يرى الخبراء أنه بعد أن فشلت القوات الروسية في تحقيق نصر سريع في أوكرانيا، فإن هناك دلائل على أن الكرملين سيتحول إلى استراتيجية جديدة لتأمين أهداف ميدانية رئيسية يستخدمها كورقة ضغط في السعي إلى إجبار الحكومة الأوكرانية على قبول الحياد بين روسيا والغرب.

وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد فسروا على نطاق واسع الأهداف الأولية للرئيس الروسي فلاديمير بوتن لعمليته العسكرية في أوكرانيا، بأنها تهدف للاستيلاء على كييف في غضون أيام.

وبعد ذلك سوف يسعى إلى استبدال حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظام موال لروسيا، وهي أمور لم يتمكن من تحقيقها حتى الآن.

وبحسب ما توضحه المؤشرات، فإن أكثر من 3 أسابيع من القتال العنيف والمقاومة الشرسة للقوات الأوكرانية دفعت بوتن إلى تعديل تكتيكاته.

أما التقييم الجديد لنوايا الرئيس الروسي وفقا لكبار المسؤولين في إدارة بايدن، فيشير إلى أن موسكو ستعمل لإجبار كييف على قبول المطالبات الروسية بمناطق أوكرانية في الجنوب والشرق بعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم في عام 2014.

ويتوقع أن تسعى روسيا إلى تأمين “جسر بري” بين غرب روسيا وشبه جزيرة القرم، وتوسيع السيطرة الروسية على منطقة دونباس.

ومن المنتظر أن يواصل بوتن ضغطه العسكري، بما في ذلك قصف المدن الأوكرانية، معتبرًا أنه سيقود الرئيس الأوكراني للتخلي عن آماله في الانضمام إلى الغرب والموافقة على وضع محايد ومطالب روسية أخرى.

ويتوقع أنه في حالة رفض زيلنسكي مطالب بوتن للأرض والحياد، فقد يحاول الرئيس الروسي الحفاظ على كل الأراضي التي استولت عليها قواته والقتال عليها.

وأشارت تحليلات أخرى، إلى أن القوات الروسية ستركز بشكل متزايد على تكتيكات الحصار للمدن الأوكرانية.

وكشفت التقارير، أن هذا التعديل في الاستراتيجية العسكرية الروسية قد يعني مواصلة المواجهات العسكرية لأسابيع مقبلة وربما أشهر، عبر مزيد من الهجمات من جانب الجيش الروسي الذي يعتمد في كثير من الأحيان على إطلاق الصواريخ والمدفعية من مسافة بعيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى