تقارير اخبارية

تقرير درة | جفاف أوروبا يزيد من أعباء القارة العجوز

درة - قسم التحرير :  

تعاني القارة الأوروبية من جفاف غير مسبوق هذا الصيف، والذي أثر على مناطق كثيرة في عدة دول خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي تشهدها القارة في الفترة الحالية.

كما أن المفوضية الأوروبية دقت ناقوس الخطر، حيث أعلنت أن ما يقرب من نصف أراضي الاتحاد الأوروبي تندرج الآن تحت بند التأهب الأقصى وهي الأعلى.

وتعيش أوروبا حالة من الجفاف غير المسبوق هو الأسوأ منذ 500 سنة، حيث أن “الجفاف الحاد” أصاب 47% من مناطق القارة العجوز.

كما أن ثلثي مساحة القارة باتت مهددة بالجفاف، علما أنه لحدود منتصف يوليو/تموز الماضي، كانت 15% من مساحة أوروبا ضمن تصنيف “الجفاف الحاد”.

ويعد “الجفاف” أمرا غريبا على الأوروبيين حتى الأسابيع القليلة الماضية، وذلك بعد أن بدأت تسجل درجات حرارة قياسية أدت لتراجع منسوب المياه في الأنهار الكبرى في القارة، وتحويل المساحات الخضراء إلى أراضٍ جرداء.

وكشف الارتفاع الحاد في درجات الحرارة مجاري الأنهار، وأدى إلى فرض قيود على استخدام المياه في العديد من المناطق، بما في ذلك المملكة المتحدة.

ويعتقد الخبراء أن الظروف الجوية القاسية مثل الجفاف وموجات الحرارة وحرائق الغابات سوف تصبح أكثر شيوعًا في القارة، مما يجعلها بحاجة إلى البحث عن حلول للتكييف مع التغير المناخي وعواقبه.

ويرى الخبراء أن معظم أوروبا معرض لموجات الحر والطقس الجاف، حيث يؤثر الجفاف على إنتاج الغذاء والطاقة ومياه الشرب والحياة البرية.

وأظهرت الأبحاث الأخيرة قيم جفاف التربة بشكل واضح جدا في منطقة واسعة تمتد من شرق هنغاريا وسلوفاكيا إلى غرب أوكرانيا ورومانيا.

وبالمثل شهدت ألمانيا وغرب بولندا شذوذا سلبيا في معدلات رطوبة التربة، بينما دخل الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الاسكندنافية في حالة من العجز الشديد في رطوبة التربة.

ويتوقع أن تشهد الأيام المقبلة دخول هولندا دائرة الخطر المناخي، ويتوقع أن تظهر معالمه فيها بشكل واضح جدا.

ووصلت مرحلة انقطاع الإمدادات المائية إلى أبعاد مقلقة، حيث كانت الأشهر الماضية (مايو، يونيو، يوليو) شحيحة الأمطار جدا في بعض المناطق من أوروبا (وسط إيطاليا، مناطق واسعة من بولندا وأوكرانيا وسلوفاكيا وهنغاريا ورومانيا ومولدوفا، شرق البحر الأبيض المتوسط).

أما جبال الألب المورد الرئيسي لمياه دول وسط وجنوب أوروبا، فقد بدأت مراحل النمو المائي فيه بشكل مبكر جدا، أي مرحلة الذوبان الجليدي وتدفقه للأنهار، نظرا لقله تساقط الثلوج خلال فصل الشتاء الماضي.

وأدى ذلك الأمر إلى الشحة المائية التي ضربت القارة الأوروبية بشكل عام ودول الوسط والجنوب على وجه الخصوص.

وفي المجر، تشهد البلاد أشهر من الجفاف هي الأكثر منذ عام 1901، وهو ما أدى إلى انخفاض هطول الامطار بنهر الدانوب بنسبة 25%.

وكان عام 2021 أكثر جفافاً من المتوسط في المجر، وزادت الأشهر السبعة الأولى من عام 2022 من هذا العجز حتى أصبحت عشر من المديريات الـ12 لإدارة المياه في البلاد في حالة تأهب لنقص المياه.

وفي مدينة ليون الفرنسية، قررت السلطات حظر استخدام المياه في غسيل السيارات أو ري الحدائق المنزلية.

وفي جنوب فرنسا، قررت السلطات إغلاق عدد من الأماكن المخصصة لاستحمام زوار الشواطئ، كذلك انخفض منسوب المياه في بحيرة آنسي الشهيرة بمقدار 33 سم منذ بداية الصيف.

وفي ألمانيا انخفض منسوب مياه نهر الراين، بينما زاد معدل جفاف منبع نهر التيمز عن السنوات الماضية.

وقالت الحكومة البريطانية، إن أجزاء من جنوب ووسط وشرق إنجلترا انتقلت رسميا إلى حالة الجفاف بعد فترة طويلة من الطقس الحار الجاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى