المرأة…تصنع الأمة..وتبني مجدًا
للمرأة دور عظيم في الارتقاء بالمجتمعات والنهوض بها ، وكيف لا وهي نصف المجتمع وإحدى أهم ركائزه .
وسواء كانت المرأة عاملة أم ربة منزل فلكل منهما دورها الهام تجاه المجتمع تنموياً وتربوياً وترسيخاً للقيم والعادات فيه .
وفي مقالِ هذا سأتطرق الى أحد أهم أدوار المرأة الأولى والأساسية في الحياة وهو بناء العائلة ومن ثم تربية النشىء .
في خضم تداعيات الحياة المختلفة وسرعة وتيرة التطور خرجت المرأة ( الأم ) الى ميدان الأعمال والوظائف وأصبح لها تواجد عملي في أدوار المجتمع المختلفة مما زاد أعباء المسؤوليات عليها ، وأصبح لزاماً عليها التوفيق بين مسؤوليات العمل بخارج المنزل ومسؤولياتها داخله مع القيام بأهم أعمالها ألا وهي تربية الأبناء ، وقد اضطررن أغلبهن الى الاستعانة بِمساعِدات خارجيات يساهمن في أعمال المنزل و الاهتمام بالأبناء ، الأمر قد يبدو عادياً ويتكرر الوضع في أغلب المنازل ولكن في بعض المنازل يتجاوز الأمر الى أن تبدأ المُساعِدة بتقمص دور الأم البديلة وتبدأ تترك بصمة ثقافتها وحتى ديانتها على الطفل وقد يكون تأثيرها عليه اكثر من تأثير الأم أو في بعض الأحيان يفوقها .
يؤدي ذلك الى تراخي العلاقة بين الأم و الأبناء وضعفها ومن ثم ضعف العلاقات الأسرية وتفككها .
وإننا لنثمن دور المرأة خارج المنزل ونقدر جهودها ومثابرتها لبناء كيانها المستقل وصقل مهاراتها ، وليكن ذلك بشرط ان لايصل الى حد الأنانية وحب الذات فقط على حساب الطفل والأسرة فليست كل الأشياء في الحياة تقدر بثمن ، فكثير مما نملكه في الحياة لا يعوض ولا يقدر بكنوز .
منها علاقة الأم بأبناءها ودورها في تربية الأبناء التربية الصالحة التي يكون لها الأثر البليغ في صلاح الأمة أو فسادها .
ويكون من ضمن الاهتمام بهم واعطائهم الوقت الكافي مع مراقبتهم تربوياً والتدرج معهم في أمور التربية والاصلاح والتقويم حسب تدرجهم بالعمر ومشاركتهم في أمورهم الصغيرة والكبيرة ، وأن تكون قريبة منهم بالقدر الذي يبني العمق في علاقتهم معها ويشعروا بالأمان الداخلي .
وذلك لئلا يجد الغريب مدخلاً يدخل به اليهم ليستدرجهم أو يشتت ذهنهم أو نفسياتهم.
ونرى ذلك جلياً في أبناء الأمهات الذين لم يقمن بمسؤولياتهن تجاه دورهن الأساسي في حياة أبناءهن ،فيلجأ الأبناء الى اي غريب يظهر لهم بعض الدفء والاهتمام الذي لم يحظوا به .
لذا يشدد المربيون على تقوية دور الأم في حياة أطفالها لأنه بالتالي سيعكس على نهضة المجتمع.
فالأم تصنع الأمة ، فهي نصف المجتمع وتربي نصفه الآخر ، والتاريخ يشهد أسماءاً كثيرة لأبناء علا شأنهم بسبب تربية امرأة ، منهم من لمع إسمه بين علماء الدين ومنهم من كان من نوابغ العلم .
فلا يستهان بدور المرأة الأساسي في المجتمع ولا يتم تهميشه بل بالعكس من نجحت في ترسيخ قواعدها الأسرية والتربوية هي بالفعل امرأة ناجحة شاركت وتشارك في وضع دعائم القوة والمجد في المجتمع وتصنع أمة وتبني مجداً.