قوة الإيحاء
كنت أتداول مع عقلي لفترة وأتسائل كيف يمكن لقوة الإيحاء أن تستوطن في داخل (المُوحى إليه) فتستجلب لإحساسه نوع من اللجوء الخبيث ليمارس عقله فكرة تطمر مخاوفه.
كم مرة شعرت بأنك ترغب في عمل أمر ما بشدة ، أو نفرت من آخر وكرهته وتملكك الشعور بالخوف والقلق تجاهه؟ ربما مئات المرات خلال فترات حياتك .تفعل ذلك ليس لأن حقيقة تتملك روحك ، ولكن ربما انقادت روحك وعواطفك بفعل كلام سمعته أو سلوكيات رأيتها فأثارت الكثير في نفسك، ودفعتك إلى القيام بأمر لمجرد أن حواسك أثارها حافز ما. هذا هو مايفعله الإيحاء . وبقدر مايكون نافعاً في أمور يكون ضاراً في أخرى ، غير أن الشخص لايدرك ذلك إلا بعد الفعل ذاته.
هناك بشر يمكنها السيطرة على تدفق الدماء للدماغ وإسكان الروح حتى تتدبر في أهمية وقيمة الفعل . هم لايتأثرون إلا بقدر حاجتهم للشيء . وهناك آخرون وهم أغلبية من الناس يُلهب أنفاسهم الحماس حال الرؤية وحال السماع، وهم بالتحديد الذين هم في حاجة ماسة لعقلنة أحاسيسهم وتركيد أوتاد الإثارة التي تحملهم على فعل أمر قد يندمون عليه لاحقاً.
لاحظ مثلاً ماتقدمه البرامج الإخبارية أو التحفيزية من موضوعات بدون اللجوء لتأطير الناس .. وذلك بمجرد تلفزة الأحداث وإظهارها بصورة تثير الرأي العام .
لاحظ مايقوم به بعض مدربوا التنمية البشرية الذين لايهدفون إلا لربح أكبر عدد من المتابعين .
لاحظ كيف يتم استخدام عناوين الكتب لجر جيوب القراء حتى لو كان محتواها أدنى من توقعاتهم بكثير.
غير أنه من جهة أخرى يعتبر الإيحاء وسيلة قوية جداً لإيصال المتلقي للمرحلة القصوى من القبول والرضا إذا ماتم استخدامه للفائدة والمنفعة العامة. وقد أعتبره أحد أهم الفنون المهارية التي تتطلب الكثير مثل المعلومة ونبرة الصوت وثبات العمق وثورة الإيمان بالمعتقد المتعلق بالفكرة المراد إيصالها . والأهم ربما السمعة التي يربيها الشخص عن نفسه حتى تصبح مظلته في قلوب ومشاعر الناس مفتوحة .
الإيحاء بتعريفي المبسط هو إندماج الفكرة بالحاجة التي يعتمد إلحاحها على ثقافة القبول لدى المتلقي، فإذا ماتكمت في قدرات الانسان استطاع صاحبها أن يجمع قوة الاقناع مع هيمنة التطوير . واستخدامها للخير لن يكون مجرد ثقافة نوعية بل تمكن وحضور وتغيير.
استاذة الهام لقد شخصتي صراع النفس بين الاقدام والاحجام بابداع دقيق . وكما ذكرتي معيار الايحاء هو نبل وصدق الهدف ولكن مانراه اليوم ونتعايش معه هو معيار المصلحة الذاتية المادية على الرغم من تبوت الادلة القطعية بان هذا الشخص ليش جديراً بالاحترام والثقة ، أما ( الكذب التسويقي ) فهو فعل مشين ابتلينا به ويسمونه ذكاء وشطارة
تحياتي لشخصك الكريم ولقلمك الرزين