رحلة عام .. لمعلمة

بقلم / أ. بدريه آل فاضل  

الآن ونحن نستعد لإغلاق أبواب مدارسنا في نهاية السنة الدراسية وبعد أن وصلنا إلى الختام لننعم بإجازة نهاية العام نحمد الله عز وجل أن بلغنا هذه اللحظة بعد عامٍ طويل وشاق عام مليء بالمفاجآت والقرارات الجديدة.

مرت بنا الكثير من الأحداث المتوالية والتنظيمات الجديدة ولايخفى على أحد الصعوبات والتحديات التي خضناها جميعا في ميدان التعليم كمعلمين وطلاب ومشرفين وقادة وإداريين وأولياء أمور ونسأل الله أن يجعلها إجازة سعيدة للجميع ومباركة.

هناك في نهاية الطريق وقبل إغلاق الباب وقفت أنظر للخلف لهذا الباب الذي دخلته قبل عدة أشهرفي بداية العام والقلق ينتابني من هذه السنة وكيف ستكون.

عدة تساؤلات وتوقعات تدور في ذهني حينها… وبدأت مسيرة عام

شكراً لكلمات الكثيرمن اللطيفات اللاتي يملأن المكان بهجة وحيوية شكرا لتلك الوجوه التي تعلوها ابتسامات جميلة كجمال أرواحهن التي أصبحت معتادة على العمل وتحت أي ضغط لتفكر بشكل سريع بالطريقة الأفضل لتجاوز أي ضغط تمر به
ويارب اعف عن تلك النفوس المحبطة وأبعدها عن طريقي التي تخرج كلماتها قبل أن تفكر ثواني في أثر كلماتها الذي يسري في النفس مسببا لها الكثير من الإعياء باستثناء النفوس القوية التي تتعامل معها وكأنها لا شيء لا تتأثر بها ولا تلقي بالاً لمن نطقت بها
….
سامحيني يا صديقتي التي قررت أن لا أبني معك جسراً من التواصل كردة فعل على موقفك الأول الذي شاهدته حين واجهتك في بداية العمل معتقدة بأنك لا تصلحين لتكوني صديقة لي لم انتبه وقتها لصعوبة الموقف سوى أني شاهدت ردة فعلك سامحيني لأني حكمت عليك من خلال الصورة وهي ناقصة.

سامحيني يانفسي حين قررت قبل التفكير أن تلك من تشبهني لأكتشف لاحقا أني ظلمتك …

وما أجملك زميلتي المبدعة حين ربتي على كتفي المثقل بهم الإحباط في فترة من الفترات حين ظننت أني فشلت في إدارة موقف ما لتأتي كلماتك الغير متكلفة كالنسمات الباردة شعرت بصدق عباراتك وانطلقت بعدها وكأنني أخرى غير تلك التي اشتكت لك بالأمس ، لألتقي اليوم بزميلتي الأخرى التي اختصرت بعبارة واحدة. ما أنا فيه العجيب كل العجب أن عبارة واحدة فقط فيها الداء وفيها الدواء
ما أعظمها من نفوس جسدت خبراتها وأثرها الطيب في كلماتها لتشعل نفوسا قد يصيبها شيء من الإحباط أو يثقلها هم المسؤولية لتنطلق من جديد وبقوة أكبر من ما كانت عليه من قبل. برغم أن الإحباط تسرب لنفوسهن أيضا لكن الخير لم ينطفئ في تلك النفوس الراقية.

خلف هذه الأبواب تعلمت كيف يكون الشخص اللطيف مميزا وإن لم يكن يملك القدرات العالية لأداء مميز عمليا، تعلمت كيف تكون الكلمة الطيبة كالسحر تقلب الموازين وترفع الهمة وتصنع المستحيل، تعلمت كيف يكون حسن الظن منجاة من كل سوء، تعلمت أن أعبر عن كل ما يعجبني بدون تكلف، شكرا لتلك الإنسانة التي كل ما رأيتها تذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم (الراحمون يرحمهم الله)
ويبقى التغافل أقوى سلاح يمكنك التصدي به ضد كل مشكلة قد تواجهك، شكرا لتلك العظيمة التي تعمل بكل تفاني وجهد حتى في أوقات راحتها، وكانت تتحمل كل الإحباطات من حولها مصرة على إتقان عملها دون تقصير، شكرا لمن ترك طَيِّب الأثر.

‫4 تعليقات

  1. الاستاذه بدريه الهديش استاذه عظيمة و مكسب لاي مدرسة تعمل بها ..محظوظين جداً الاطفال اللائي تقوم بتدريسهم فهي لا تتعامل مع التلاميذ معاملة معلمة لتلاميذها لا بل تجمع بين التدريس والامومة لتكون حصيلة جهودها على المستوى التعليمي و التربوي لله درها هذه الاستاذة العظيمة والله يكتب اجرها و يسعدها سعادة الدارين ?

اترك رداً على ام باسل فاطمه إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى