الدين معاملة ونصيحة

بقلم / مها العزيز  

لا تحدثني عن تدينك بل اجعلني اراه في تعاملك .
كثيراً من الناس يتداولون مقولة ( الدين معاملة ) ظناً منهم انه حديث ، الشيء الذي انكره علماء الدين وان اتفقوا ان المقولة صحيحة في معناها ولكنها ناقصة فليس الدين كل المعاملات ولكن فقط الدين هو حسن المعاملة ، فالمعاملات تختلف مابين سيء وجيد ولكن الدين يتمثل فقط في حسن المعاملات وهنا يأتي ان العبادات تكتمل بالمعاملات فتعاملك مع الآخرين يبين مدى تمثلك بالدين والأخلاق وكما جاء بالحديث ( إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ).
ومقولة ( الدين معاملة ) جاءت على قياس حديث الرسول صل الله عليه وسلم ( الدين نصيحة)
ولكن شتان مابين المعنين فالدين نصيحة صفة شاملة وأما المعاملة التي نقصدها بديننا هي المعاملة الحسنة لأن أمر المعاملات متشعب فيها من الخير وفيها من الشر .
ويوجد من الناس من الذين ظاهرهم يوحي بالتدين ولكن أخلاقهم تكون عكس ذلك من سلاطة اللسان وممارسة الغيبة والنميمة وحتى قد يكون ممن يتصفون بالتكبر والخيلاء وكأنهم الأفضل ومن دونهم الناس ، لهم نقول أن الدين ليس فقط بأداء الفروض والعبادات الظاهرية بل هو أبلغ وأعمق من ذلك فهو التداخل الروحي مابين ظاهرك وباطنك الى ان تصبح بكاملك متمثلاً به .
وحسن المعاملات والتعامل مع الآخرين هو جزء من هذا كما جاء الأمر بالآية ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى