الدمار الخفي للمجتمعات

بقلم / ابتسام الزهراني  

باتت ظاهرة عزوف الشباب والفتيات عن الزواج في عصرنا الحالي تزعزع كيان المجتمع واستقرار الأسر على حد سواء.
ومن خلال تتبع أهم الأسباب :
وجدنا بأن الأسباب الاقتصادية هي من الأسباب البارزة وراء عزوف الشباب عن الزواج , فغلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة كانت في قائمة المشكلات لديهم.
وتأتي في المرتبة الثانية انخفاض أجور اغلب الشباب والفتيات مقابل ارتفاع متطلبات الزواج بسبب عادات التفاخر المنتشرة بين الأسر.
ومن الأسباب التي انتشرت بشكل مخيف بين أغلب الشباب والفتيات وهي طلب المواصفات المثالية في الشريك وبالإضافة بأن الأغلب يرى بأن الزواج يقيد حريته . ويفرض عليه التزامات ومسؤوليات لا يستطيع تحملها في عصرنا الحالي .
وهناك سبب قد يخفى عن البعض خطورته , وهو تأجيل الزواج بعد فترة الخطوبة وعقد القران لسنوات طويلة, رغبة في تكوين عش الزوجية و في مزيد من التعارف بين الطرفين ولكن للأسف شاهدنا وسمعنا بأن إطالة فترة الخطوبة يؤدي لكثرة المشاكل بين الطرفين وينتهي في الأغلب بفسخ العقد . وهناك من الشباب والفتيات بعد هذه التجربة الفاشلة يبدأ بالعزوف عن الزواج كردة فعل لما تعرض له من تجربة سابقة .
القراء الكرام :من خلال استعراض هذه الأسباب نجدها أسباب أزلية تتكرر مع كل جيل مع تغيير بعض الأهداف لكل شخص,

وللأسف تناسى الاغلب من الشباب والفتيات بأن أهمية الزواج تكمن في تكوين أسرة تكون نواة المجتمع و انها ستساهم في استقراره وعزوف شبابه وفتياته عن الزواج يؤدي إلى ضعف تكوين الأسرة من الناحية الاجتماعية ومن ثمّ الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع .
ختاماُ: لابد أن نعترف بأن هذه الظاهرة التي هي دمار خفي للمجتمعات ، وهنا يجب على المؤسسات التربوية والاجتماعية الدور الأكبر في توعية الشباب بأهمية الزواج وتربية النشء على تحمل المسؤولية .
كما يجب على الأسرة توفير السبل المعينة على الزواج والتسهيل وليس التعسير، وأيضاً على الأسر يقع الدور الأهم في الدعم المعنوي للشباب والفتيات, وتشجعيهم للإقبال على الزواج وليس تنفيرهم منه..
وتكثيف إقامة ورش التوعية ما قبل الزواج حتى نستطيع تدارك هذا الخطر القادم.

‫3 تعليقات

  1. اشكرك استاذة ابتسام على طرحك لهذا الموضوع المهم وهو عزوف الشباب والفتيات عن الزواج واهمية الخروج بمخرجات تحل المشكلة لأنها باتت تؤرق المجتمع وارى انه من احدى حلولها هي تربية الوالدين لأبناءهم على أساس قويم بعيد عن مجاراة المظاهر المزيفة وتعليمهم التعايش مع الواقع وتقبل الأمور كما هي بدون تزييف .
    سلم قلمك ?

    1. العفو استاذتي ?
      المواضيع الهادفة تهمنا جميعاً ويجب ان نتوقف عند تلك المحطات الهامة ونبرز أهميتها بمساندتنا ، لعلنا نستطيع ان نلقي بعضاً من الضوء وننير بعض الأمور التي أشكلت علينا.

اترك رداً على مها خالد العزيز إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى