أعداء النجاح

بقلم / عبدالعزيز سليمان الفدغوش  

يقول الشاعر العربي :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالقــوم أعـــداء لـــه وخصــوم

إن الحياة رحلة متعبة وشاقة والنجاح فيها ليس أمرًا هينًا ولا ميسورًا، ولكنه يتحقق بالعمل الجاد وبذل السُبل والإجتهاد ولكل نجاح أعداء ومثبطين فكلما ارتفع الإنسان وزاد نجاحه وجّهت إليه سهام الحاسدين والمحبطين فمن لا يستطيع اللحاق بالإنسان الناجح لا يملك سوى أن يقوم بطعنه من الخلف ولكن الناحج هو من يضع نصب عينيه المقولة المشهورة : ( إذا جاءتك ضربة من خلفك فاعلم أنك في المقدمة ) ، وقد يتسبب النجاح بفقد بعض الناس المقربين من الشخص الناجح لأن نجاحه وتميزه يثير الغيرة والحسد لديهم ، وكما يقال : ( كلما ارتفع الإنسان تكاثرت حوله الغيوم والمحن) ، ولله در القائل ( عظمة عقلك تخلق لك الحساد ) ،ويقول العالِم العربي أحمد زويل : (الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء! هم فقط يدعمون الفاشل, حتى ينجح, ونحن نحارب الناجح حتى يفشل) ،ومن الخطأ الاعتقاد بأن كل نجاح يحققه من هو حولك يعني فشلك في بلوغ ذات النجاح أو مثله ، فتشعر بالدونية والنقص وتستسلم للإحباط وربما ترتب على ذلك عداوات وبغضاء حتى بين الأقارب بالرغم من أن الحسد يعد اعتراضا على أقدار الله ويخالف الإيمان بالقدر خيره وشره، قال تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا } [النساء : 54] ، وقد نهى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن الحسد فقال :(لاتحاسدوا) فداء الحسد تتبعه أضرارا جسيمة وأخطارا عظيمة والمدرك الواعي هو من يجعل من كثرة حاسديه وقودا للاستمرار في النجاح ومواصلة التميز وتجاهل كل سهام الحقد والحسد .

يا محاربيــن أهل التميــز والإخــلاص
والحرب منكم ضد الإنجاز مخصوص

على النجاح الحــرب بالعام والخاص
وجناح راع الظلـم لو رفّ مقصــوص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى