“خلعت القناع !”

بقلم: ياسر فهد  

المجتمع وضع لنا معايير معيّنة وأغلق علينا بداخلها.. في حال استوفيت هذه المعايير فأنت شخص مثالي، وإذا نقصك شيء منها؟.. سوف ينظرون لك نظرة الشخص الناقص، وكل ما عليك هو مُراجعة نفسك حتى ترتقي إلى المرحلة المثالية في أعينهم..

وللأسف هناك الكثير من الأشخاص الذين انقادوا خلف محاولة التزيّن في -صفات الشخص المثالي في نظر المجتمع- وأنا حقيقة لا ألقي باللوم عليهم بالكامل، لأن الكل أصبح يتغنّى في هذه الصِفات والمعايير، بالتالي من يجد صعوبة في تقليب الأمور في عقله قد ينساق خلف الجميع.

وبحكم أن الكل يحبّ أن يكون مثالي وقدوة للآخرين أصبح هذا الأمر عكسي على أفراد المجتمع، وقعنا في مشكلة وهي أن هذا الاهتمام المبالغ به صار مصدر ضغط نفسي وقلق رهيب لدى الكثير من الأشخاص، لماذا؟ لأن المعايير التي تكلّمنا عنها في البداية لا يستطيع الجميع أن ينالها

ليس الكل قادر على نيل الشهادات، وليس الكل قادر على تحقيق الإنجازات، ليس الكل مُمهّد له الطريق حتى يسلكه بسهوله.

صحيح قد يكون البعض قادر على صنع شيء في ظل معاناته، -ولكنّهم أقلّية- لا تقارن البقيّة بهم، فالقدرات تختلف، ولكل شخص قدرته.

دعوني أكون صريحًا معكم في السابق كنت أهتم لنظرة الناس، لما يقولونه عني، لذلك كنت أكلّف نفسي فوق طاقتها من اجل أن استوفي لائحة شروطهم التي حكمونا بها، ولكنني اكتشفت مؤخرًا أنني استنزفت من طاقتي الكثير بسبب ارتدائي لقناع رائع بنظر الجميع، ولكنّه في ذات الوقت يخنقني، قد أتحمّل هذا القناع ليوم أو يومين أو شهر أو حتى سنة، ثم ماذا؟ أما أن يسقط القناع وأكون حينها في موقف لا أحسد عليه أمام مرأى الجميع، وأما أقرّر خلع هذا القناع بحيث يكون بإمكاني فيما بعد أن أعيش على طبيعتي، وفق ما أحب وما أهوى، وهذا بالفعل ما قمت بفعله فعلته في الآونة الأخيرة، اتّخذت هذه الخطوة ضاربًا بكلام الناس عرض الحائط.

ياسر فهد
Twitter: YasrFahad

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى