بناء كاتب.. متطور ذو فكر عملاق.

الكاتبة/ نورة السعيدي.  

الكاتب ليس وليد اللحظه بل مر بمراحل عده منذ الصغر
ومواقف تعرض لها ..قراء قصص تأثر بشخصياتها،يحب الإنصات كثيراً
ويميل للصمت ..تجتمع مع الزمن هذه الصفات لتنحت لنا شخصيه عظيمه في الكبر .. في بداية أمره يشاهد عدة مواقف امامه ويعالجها في خياله.وللكاتب
صندوق أسود يحتفظ به في ذاكرته..قد نقول عنها مخزون في وقت الحاجه
ينتقل بعدها بدون شعور لحب القراءه فتبهرهُ الكتب وتجذبه المكتبه،فيقرأ
ماتقع عليه عيناه ويحتفظ بالجمل الجميله والكلمات العربيه الغريبه في ذلك
الصندوق ..يبدأ داخلهُ شغف لاقتناء الكتب،تبهره تلك الأوراق الصفراء
ذات الملمس الخشن ..يستنشق قبل القراءه عبق رائحتها فتصل لخليه في أقصى الدماغ لترسل أشاره بالإحساس والسعاده ويبحر في عالم القراءه وكأنهُ
سائح يجوب البلاد يستنبط من كتابه ماكتب لهُ فيرأ أنهُ أجمل ماقرأ ويعيش الاحداث ويحب الشخصيات ويتفاعل مع الصراعات ويسكن في كل زأوية
من زوايأ الكتاب،وبعد أن ينتهي يضعهُ على المنضده ويزفر براحه وكأنهُ
عائد للتو لمنزله بعد أن هبط من رحلته.. يمسك القلم ويقرب الأوراق منه
يدون موضوع كتابه في اعلى المدونه..ويضع النقاط ويكتب فوائد قراءته
قبل أن تضيع نشوة القراءه ومن ثمَ يدون ماأزعجه ولم يحظى على أستحسانه
والقارئ يوجد بداخله خصله غريبه ..فهو لأيحب ان يستعير أحداً كتبه
خوفاً منه أن يصاب كتابهُ بالايذاء او التمرق لدى الشخص المستعير.
أو ربما تكون غيره فلا يريد أن يمسهُ أحد ويبحر به.
الكتب التي تسكن الارفف هي مجموعة أبناء هذا الكاتب..فكلما حن قلبه اقترب ليهتم بهم فينفض الغبار عنهم ويمسح بيديه أغلفتها وهو يراضيها بهذه اللمسات
الحانيه. شعور لايوصف وأنا امسك بالقلم لأكتب عن الكتب وماتخلدهُ في دواخلنا ..لها تأثير قوي في تصرفاتنا وعلاقاتنا بالاخرين .
وكأن شخصية القارئ الذي يكتب أقوى بكثير من الأخرين فهو يملك
مفاتيح عده للمواقف والشخصيات التي تواجهه بحياته
ربما لانهُ صادفها في أحد الكتب،ورأى كيف يتعاملون داخل هذا الكتاب الأكثر
من رائع…يستطيع الكاتب أن يجسد مشاعر الفرح والحزن ويوظف أدواته ليتعمق داخلك ويجعلك تبتسم تاره وتمسح دموعك تارة أخرى.
عندما يجر قلمه يحاول أن لايشبه غيره من الكتاب .. يتفرد بشخصيه تميزه
عن غيره ..لينال القبول من القارئ ..
أحترم كثيراً الكتاب الذين يبطنون رسائلهم لتصل لقلوب قراءهم بسلاسه فيستفيد من رسالته للوصول لهدفه المنشود..
وأحزن كثيراً للذي يهاجم بقلمه ..بحجة النقد البناء وهو بين قوسين
(الهادم) لأيريد أن يصعد أحد للقمه كي لايسقطهً، وما نقدهُ إلا خوفاً على منبره
الهش الذي سيهدم على رأسه من كثرة هدمه للاقلام الصاعده.
لأيوجد ياصديقي الهادم منابر ..أنت من وضعت هذا برأسك .
فتقيس عملك الأدبي بعدد سنوات تقدمك .. الساحه ارض منبسطه وتتسع
للكثير وتستقطب المزيد فالمفكرين والأدباء كثر والساحه تقول:هل من مزيد.
لأنريد جهلاً يسيطر على عقولنا ،العلم ليس بحمل شهادة بل بعقل يحمل معلومات وقيم واخلاق تتدرس،لتتقدم بها الدول فتصبح في الصف الأمامي.
بعدد كبير من الكتاب وعدد أكبر من القراء
فلا صنع لكاتب دون قارئ… او دون قناعة هذا القارى بما تكتب من فكر
يصطف بالمقدمه وتاتي الأجيال الجديده لتكمل مابناءه الكاتب الأول فنصبح
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: كالبنيان المرصوص يصطف بعضه ببعض … دعونا أقوياء بهذه الفكر ولانتجادل لنهدم فكرة صديق يكتب بجمال
أحرفه .. وصدق عباراته
لأتجعل الغيره تحرقنا .. جميله المنافسه الشريفه التي تجعلني أقيم أعمال
من حولي وبث الايجابيه في نفوسهم فتقوى عزائمهم .. والقادم يصبح أقوى واجمل بكثير فصقل الموهبه يحتاج للكثير من النقد البناء والايجابي ..لاتتوقف
حتى تكون فخوراً بنفسك ..وتكمن حاجتنا ألى النقد ولايقل أهميته عن حاجتنا
إلى البناء .
قال فرانك كلارك: النقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيراً بما يكفي ليغذي
نمو الانسان دون ان يدمر جدوره .

 

تعليق واحد

  1. سلم قلمك أستاذة نورة ?
    كتبتي فأبدعتي ونقلتي بإبداع مشاعر الكاتب واحساساته الصادقة تجاه حبه الأوفى مع الكتب
    وكانت صورة حقيقة من جانب حياة الكاتب الحقيقي.

اترك رداً على مها العزيز إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى