التعايش المؤقت أم التغافل الدائم !!!

بقلم / ابتسام الزهراني  

الله سبحانه وتعالى بحكمته العظيمة قد سن من الاختلاف فطرة على هذه الأرض، وهكذا هو الأمر فيما يخص كل شيء بالحياة فهي مليئة حولنا بالمتناقضات، يوجد بها كل شيء وعكسه مثال الفرح والحزن والصحة والمرض , الألم واللذة، إلا اننا يجب أن نعلم بأن كل جميل يسخره الله لنا في هذه الحياة هو شيء مؤقت كما هي الحياة مؤقتة، لذلك لابد من اليقين الداخلي بأننا في دار فناء وانها ليست دار مستقر فالتعلق بالحياة قد يكون فطرة فطر الله البشر عليها ,ولكن ينبغي عليه أن لا يرهق نفسه في متاعبها ولكن عليه فقط محاولة التعايش السلمي مع احداثها .

قال الله تعالى : (لقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) [سورة البلد، الآية رقم 4]، تعني هذه الآية الكريمة أن الإنسان لم يخلق في هذه الدنيا لكي يكون منعمًا مترفًا طوال حياته ، بل خلق لكي يعمل المسؤولية على مواجهة تحديات هذ الحياة ، وأن تلك المسؤوليات ماهي إلا رحمة به، لكي يجتاز اختبار هذه الحياة في نجاح.

أعزائي القراء الكرام : طرحت هذه المقدمة حتى اصل معكم الى قاعدة حيوية لا يمكن المساس بها ألا وهي أننا كبشر في هذه الحياة يجب أن نتعايش مع فكرة الصدمات العاطفية والنفسية التي نتعرض لها مهما كانت قوية، وأنها تعايش مؤقت ، فإن الإنسان كلما حاول التعايش مع تقلبات الحياة ومر بظروف عصيبة، كلما كان أكثر قوة وإدراك ماهية وحقيقة هذه الحيا ة .

وللتوضيح أكثر الحياة تحتاج إلى إنسان يكون أكثر تفهمًا فيكون أهلًا للتعامل والتعايش معها، فلا يحزن ويكون بائسًا طول مداها، ويصب غضبه على الدنيا , ولا يكون كالذين ناموا نوم أهل الكهف ، فلا هم ادركوا ما فاتهم ولا هم لحقوا ما بقيّ لهم.

هنا لا أطالب عن التغاضي عن أخطاء الاخرين أو أننا نتحمل ما لا نستطيع من صعوبات الحياة من أجل التعايش , لآن الأغلب منا يعيش بشعار سلبي وهو قليل من التغافل حتى تستطيع تجاوز العقبات لكن الأفضل هو التعايش معها بأنها فترة مؤقته , وان لا تغافل دائم, وأنه بأيدينا تغيير الافكار السلبية إلى افكار ايجابية وهي النظرة الافضل لفترة التعايش المؤقت للأحداث .

قراؤنا الكرام : كلما كان الإنسان مدركًا لحقيقة أن هذه الحياة فترة انتقالية من مشقات الدنيا إلى نعيم الاخرة ، كلما كان أكثر ارتياحًا في حياته وأكثر هدوءً وتصالحًا مع نفسه والتعايش مع كل من حوله ..

وعندما نٌدرك بأن الحياة مدرسة تضم كل المراحل وتجمع الأشخاص من كل الأجناس والأعمار يجب علينا أن نتعلم من دروسها ، لكي نتجاوز المرحلة الحالية وننتقل لما بعدها، وأن نكون على وعي بأن تلك الدروس سوف تساعدنا كثيرًا في الانتقال للمراحل التالية , وان نتعلم من كل المواقف الصعبة التي تجاوزناها بالتعايش الايجابي مع النفس . لأن الله خلقنا في هذه الحياة للتعلم وللتعايش ومن لا يتعلم ممن يلتقي بهم كمثل أرض جرداء مازالت تنتظر المطر.

ختاماً : بطبيعة الحال هناك اختلافات في منظور التعايش ام التغافل في رؤية الأخرين فالبعض يراه التسليم بالواقع وعليك ان تقبله كضمان للسلم والبعض يرى التعايش برؤية التغافل عن الاخطاء .

ولكم القرار التعايش المؤقت أم التغافل الدائم !!!!!

‫2 تعليقات

اترك رداً على ابتسام الزهراني إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى