صوت الحياة

بقلم: نوره العسيري  

إستيقظتُ ذات يوم وجلستُ في غرفتي مع هدوء وتأمل فإذا بي اسمع زقزقة العصافير وصرير الهواء يتسلل من نافذتي يجر معه صوت تغريدات في الإذاعةِ الصباحيه حينها رجعت بي الذاكره لذلك الزمن الجميل يوم أن كنا صغاراً أكبر همومنا ألعابُنا وكتبنا وألواننا التي كنا نرسم بها أجمل الاحلام كنا نرى الحياة بعين البساطه ونستمتع بتفاصيلها الصغيره فلقد كان اقصى طموحاتِنا أن نكبر فكانت هواجيسنا وأكثرُ كلمةً نرددها ( متى أكبر يا أمي ) فكانت ترد قإلةً قريباً ستكبرين وتحملين مسؤلية الحياة وعينيها تفيض برحمة ورافة وكأن لسان حالها يقول مهلاً صغيرتي لا تستعجلين فكم من كبير يتمنى ان يعود طفلاً لا يحمل من عبئ الحياة شيء حينها كنا نظن أن المسؤلية بالمهام التي توكل لنا فكنا نلعب لعبة الكبار كنا نقطع رغيف الخبز إلى قطع صغيره في تلك الاواني البلاستيكيه وكأننا نطهوها ثم نأكله و نغسل الاواني ونعامل الدمى كأنها اطفالنا نراعها ونقبلها بكل حنان فعندما كبرت اكتشفت ان المسؤليه لا تقتصر على الاعمال والواجبات والمهام فقط بل المسؤلية أكبر بكثير فهي كذلك على الصعيد الروحاني والوجداني إذ يتوجب علينا ان نحدث التوازن بين ما نشعر به وبين الواقع فنكون اكثر صموداً فنظهر بمظهر الشموخ مهما كانت تلك المشاعر مؤلمه حتى نواجه عواصف الحياة العاتيه ونكون راسخين صامدين كالفلك يجري في بحر لجي يتخطفه الموج من كل مكان فيضل يقاوم حتى يصل إلى بر الامان فلا نظهر الضعف الا للقوي الذي يمدنا بالقوه فالحياة ترفض الضعفاء و لا ننكسر الا للجبار فإنكسارنا بين يديه جبرً ورفعه فالبشر يستغلون المنكسرين فلما كبرنا وتعلمنا من مدرسة الحياة الكثير تعلمت ان التجارب هي المعلم الاول وهي من تصنع شخصياتنا وان الصعوبات والظروف التي نواجهها هي التي تصقلنا وتعلمت أن لا شيء يجعلك اكثر قوة وتماسك إلا ذاك الركن الشديد في قلبك وهو الإيمان بالله ذلك الركن الذي نهرع اليه كلما خارت قوانا فيتجدد بنا اليقين ونصبح اكثر تبصراً وحكمه فنرى دائماً النور ينبثق مهما جن علينا ليل اليأس وتتكشف لنا الأمور فنصبح اكثر فطنةً وتعقل نقراء ما بين السطور ونفهم المقصود وتتجلى لنا الحكمة الربانيه بكل ما مر بنا فنشعر بتقبل ورضي تام للماضي وللحاضر هنا نكبر فوق اعمارنا بمراحل ولكن روح الطفل لا تزال تتراقص بداخلنا فتحي بنا الشغف وحب الحياة وتعزف لنا معزوفة صوت الحياة التي نسمعها كل صباح حتى تيقض احلامنا النائمه وتخبرنا انه لا زال هناك متسع من الوقت حتى نعيش الحياة كما يجب بإستمتاع وتفاؤل ونرقص مع الحياة.

تعليق واحد

  1. (إذ يتوجب علينا ان نحدث التوازن بين ما نشعر به وبين الواقع فنكون اكثر صموداً فنظهر بمظهر الشموخ مهما كانت تلك المشاعر مؤلمه حتى نواجه عواصف الحياة العاتيه)
    كلام جميل ..روعة الوصف وجمال الكلمات ..سلمت أناملك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى