اهتموا بالمظهر فأضاعوا الجوهر

بقلم / ابتسام الزهراني  

انتشرت مؤخرا ظاهرة مخيفة في المجتمعات ألا وهي التقليد الأعمى وانجراف افراد المجتمع نحو عقائد مزيفة وافكار هدامة ليست من عقيدتنا ولا من عادات مجتمعاتنا الاسلامية المحافظة على قيمها الاسلامية منذ الأزل.
للأسف الشخص المقلد شخص يعتقد بأن التقليد سيضيف لشخصيته قوة لأنه ربط مفهوم التقليد بالتطور ومحاكاة غيره بدون تفكير ناضج .
حقيقة لابد ان يعلمها المقلدون وهي بأن تأثر بعض الأشخاص بالأخرين في الاغلب يكون له تأثير مؤقت تنتهي بانتهاء زمانها , لأنها لم تُبنى بمنهجية صحيحة واضحة انما هي مجرد تقليد اعمى وهي في الحقيقة محاولة تعويض نقص داخلي نفسي وأيضاُ محاولة للوصول لدرجة من الرضا النسبي.
اعزائي القراء الكرام : انتشار العقائد المزيفة والأفكار الهدامة بات مخيفاٌ بين فئات الشباب والفتيات خاصة , فنجدهم يقلدون غيرهم في كل شيء حتى في طريقة الملبس والمشرب وادخلوا على بيوتنا عادات ومفاهيم غريبة لا تمت لمجتمعنا بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
للأسف الشديد اختلطت المفاهيم فيما بينهم واصبح رضا النفس يرتبط باقتناء الكماليات والتباهي بها على حساب اشخاص عرفوا مفهوم النجاح الصحيح.
قراؤنا الكرام : للأسف هناك من التبس عليه مفهوم التقليد ويرى أن يقصد في تقليد الأخرين هي الاستفادة منهم لكننا نجيب عليه !!!
بأن هناك فرق كبير بين ما تفعله كالأخرين بدون معرفة للعواقب , وبين ما تختار للاستفادة من تجاربهم , وتجنب اخطائهم وما يناسب شخصيتك.
ختاماُ احبتنا :عندما نوجه سؤالنا للمقلدين عن سبب التقليد ؟
الاغلب منهم يجيب اجابة تقليدية مكررة نسمعها منهم في كل زمان ومكان وهي بأن الكل يفعل هذا ولماذا اكون شاذاُ وغريباٌ عنهم.!!!!
لابد علينا ان نعلم بأن التقليد المحمود كقاعدة اساسية هو ان يوافق المنهج المجتمع الاسلامي من عادات وتقاليد اما غيره فنتمنى ان يغادر مجتمعاتنا سريعاً.
والتقليد المحمود الذي نسعى إليه هو تقليد الشعوب المتقدمة في الابتكارات والتقنيات حتى نصل الى ما وصلوا اليه من تقدم . اما النوع الذي لا نرغب به وهو التقليد المذموم والمكروه والاقتداء بمن هم ليسوا اهلا ان يكونوا قدوة لنا وهو تقليد قد يصل بالأشخاص الى مفترق الطرق لأنه لم يعدُ لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء لانهم اهتموا بالمظهر وضاع الجوهر
وهذا ما اصبحنا نشاهده في صيحات الشعر والملابس اللافتة للنظر لا أكثر، ولكن الاغلب من الشباب والفتيات للأسف يٌصر على تقليد المشاهير وغيرهم دون وعي للنتائج .
ومثال أخر على ذلك التقليد في الملبس والمظهر حتى في طريقة الحياة الشخصية اصبحت حياة البعض لا تمت لسلوكيات المجتمع الاسلامي لذلك لابد من اعادة التفكير في التقليد الاعمى الحالي ولابد ان يتناسب مع طبيعة الحياة وثقافة المجتمع الاسلامي.
.وللأسف الظاهرة التي اصبحت تتكرر كل عام ونجدها في اغلب بيوت المسلمين الاحتفال براس السنة الميلادية والتهنئة بأعياد الكفار والمشركين حيث أن ديننا الاسلامي لم يشرعها ونهى عنها قال الرسول صلى الله عليه وسلم
لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قالَ: فَمَنْ؟
من قول الرسول صلى الله عليه وسلم نفهم حرصه على بقاء الهوية للمسلم التي تميزه عن غيره وانه كان يُحذر من متابعتهم
فالتقليد المطلوب منا جميعاً تقليد سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وهو القدوة التي يجب على كل مسلم ومسلمة الاقتداء بها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى